عبد الغني مزوز
تناقلت وكالات الأنباء خبر مقتل كمال حمامي قائد كتائب العز ابن عبد السلام على يد عناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام, وقالت مصادر في الجيش الحر إن حمامي قضى في معارك مع الدولة الإسلامية نتيجة خلاف حول من له الحق في السيطرة على حاجز عسكري في ريف اللاذقية.
إلى الآن يبدو الموقف ضبابيا فكل الروايات الواردة جاءت من جانب واحد إلا أن الأكيد أن الحادثة خلفت استياء كبيرا في صفوف الثوار ومناصري الثورة السورية, فقد كتب ثائر الناشف الناشط السوري البارز في صفحته معلقا على الحادثة:” ببالغ الحزن و الأسى ، نودع رجلا قل مثله الرجال ، وثائرا زلزل عروش الطغاة ، نودع الشهيد الحق كمال حمامي أبو بصير الذي اغتالته أيادي الغدر والخيانة .. اغتالته عقول مريضة بداء الجنون .. أبو بصير دماءك لن تضيع هدرا .. كم كنت حزينا عندما زرت الجبل السنة الماضية ولم التقيك في برج القصب ، فإخوانك أبلغوني أنك كنت ترابط على إحدى جبهات العدو الأسدي ، دخلنا برج القصب التي حررتها أنت ورفاقك ، دخلناها بضيافتك وضيافة ثوار الساحل .. دخلنا البلدة وبيوت أهلها من المسيحيين والعلويين على ما هي عليه ، فلم تحرق ورقة أو يخلع مسمار من حائط ، هكذا علمنا الرسول الكريم أن نكون ، حاولنا دخول كنيسة البلدة ، فوجدناها مغلقة دون أن يمسها أي ضرر وبأمان كامل من الثوار المرابطين ، فعلمنا أنه هكذا تكون أخلاق الثوار كأخلاق الأنبياء الكرام .. وطنيتكم وحميتكم على وطنكم هي التي أردناها أن تكون قاموس ثورتنا .. ولكن رصاص المجرمين الخونة الذي نال منك كأنه نال منا جميعا ولن نسمح بعد اليوم أن ينال من ثورتنا التي خرجنا فيها لأجل حريتنا وكرامتنا .. رحمك الله أبو بصير في هذا الشهر الفضيل ، ولعن الله قاتلك وأخزاه في الدنيا والآخرة”.
أما الاعلامي البارز ومراسل قناة الجزيرة الذي واكب الثورة السورية مند بدايتها وتجمعه عداوة كبيرة بالنظام السوري مند سنوات طويلة فقد كتب معلقا على الحادثة:” مقتل القائد كمال حمامي باللاذقية خدمة مجانية للطائفيين و كل أعداء الشعب السوري …هذا عبث و سعي لاطالة معاناة شعبنا …الحذر من الاجندة الايرانية بألف لبوس و لبوس”.
وفيما يلتزم معظم الجهاديين الصمت إزاء الواقعة, حمل بعضهم المسؤولية للجيش الحر كونه سمح بتحول بعض تشكيلاته إلى صحوات تحارب الفصائل الجهادية مقابل وعود غربية وإقليمية بالتسليح النوعي. وعقب هذه الحداثة دعا مقدم في الجيش الحر عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى مغادرة سوريا كونهم غير مرحب بهم هم وفكرهم الغريب على سوريا, معتبرا مقتل كمال حمامي بمثابة إعلان حرب من الدولة الإسلامية متوعدا بالقصاص من قتلته.
هذه الحادثة غير المسبوقة لم تمر دون أن يستغلها البعض لتعزيز موقفه من الثورة السورية أو من بعض فصائلها خصوصا الإسلامية, فيما لم تخل التغطية الإعلامية لهذه الواقعة من أخطاء في أغلبها مقصودة, فقد أوردت قناة العربية المعروفة بعدائها الشديد للإسلاميين الخبر زاعمة أن القتيل هو أبو بصير الطرطوسي المعارض الإسلامي المقيم في لندن ومنظر التيار الجهادي, مرفقة الخبر بصورة للمعارض, الأمر الذي استدركه هذا الأخير على القناة مستنكرا انعدام المسؤولية والمهنية لدى القائمين على القناة.
كما تناولت معظم المنابر الإعلامية الخبر على أنه قتال بين الجيش الحر ومحسوبين على القاعدة وهذا غير صحيح لأن الخلاف بين القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام كبير جدا ويصل إلى درجة الخصومة والقطيعة.
لا شك أن الجميع في انتظار وجهة النظر الأخرى التي قد تلقي مزيدا من الضوء على هذه الحادثة التي خلفت صدمة واستياء في صفوف الثوار ومناصري الثورة,والتي لم يعد هناك شك أنها ستدشن مرحلة جديدة قد لا يكون سعيدا بها إلا بشار وزمرته.
الجيش السوري الحر قصف مدينة كسب في ريف اللاذقية بالقنابل العنقودية
https://www.youtube.com/watch?v=7weSvnkpLw4