الوصول السريع للمحتويات

لماذا نشر تنظيم داعش أخبارا قديمة عن معاركه مع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في بوركينافاسو؟

نشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أمس الأحد صورا قالت إنها لنتائج معركة خاضها مقاتلو الدولة مع عناصر يتبعون جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في شمال بوركينافاسو.

وتظهر في الصور جثة رجل بزي عسكري، ومجموعة من الأسلحة والمعدات العسكرية ودراجتين ناريتين، زعم التنظيم أنه استولى عليها عقب المعركة، بينما توثق إحدى الصور لحظة تنفيذ عملية إعدام ميداني لشخص أكد التنظيم انتمائه للقاعدة. ولم تذكر الوكالة تاريخ حدوث هذه الاشتباكات واكتفت بالقول بأنها وقعت قرب قرية (غورغاجي) بمنطقة (دوري) شمال بوركينافاسو.

لكن في الواقع هذه الاشتباكات وقعت تماما قبل شهر، ونشرت صحيفة النبأ تفاصيلها التي تتطابق مع ما ورد في الصور المنشورة أمس، حيث أكدت الصحيفة أن المعركة أسفرت عن مقتل عنصر من القاعدة وأسر آخر تم إعدامه في وقت لاحق، والاستيلاء على بندقيتي كلاشنكوف ورشاش متوسط ودراجتين ناريتين وهي نفس المعدات التي ظهرت في الصور المنشورة.

فلماذا تأخرت داعش في نشر هذه الصور والإعلان خبر الاشتباكات بعد شهر من حدوثها، مع أنها تقوم بنشر أخبار الساحل وغرب إفريقيا بشكل آني ؟

ثمة فرضيتان لتفسير هذا الخطوة، الأولى: أن تنظيم داعش لا يريد  التشويش على الهدنة غير المعلنة بينه وبين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي، فقد تزامنت الاشتباكات مع انتشار الأخبار عن هدنة جديدة بين التنظيم والجماعة في منطقة الساحل، وأراد التنظيم حينها أن تنسب الاشتباكات إلى إحدى الميليشيات المحلية المناوئة لجماعة نصرة الإسلام، حتى يحافظ على الهدنة التي يستفيد منها أكثر من غيره. وإعلانه عن تفاصيل المعركة الآن، ونشره لصور قتلى الجماعة، قد يكون مؤشرا على انتهاء الهدنة بين الطرفين، ويزكي هذه الفرضية ما تم نشره في 25 من ماي الماضي من قبل جماعة نصرة الإسلام عن وقوع اشتباكات بينها وبين تنظيم داعش في منطقة أربيندا شمال بوركينافاسو .

الفرضية الثانية: أن التنظيم تجنب الإعلان عن الاشتباكات في إبانها، حتى لا تتدخل المجموعات الأخرى التابعة لجماعة نصرة الإسلام في المنطقة، خصوصا والمنطقة التي شهدت الاشتباكات تعتبر بعيدة نسبيا عن معاقل داعش في منطقة المثلث، وفي عمق المناطق التي تسيطر عليها الجماعة في شمال ووسط بوركينافاسو.

جماعة نصرة الإسلام من جانبها لم تعلق على ما نشرته النبأ وأعماق، ولم تتحدث عن أيه معارك بينها وبين داعش، وكانت آخر معركة تم الإعلان عنها تلك التي حدثت في أربيندا في 25 من الشهر الماضي. 

مشاركة المحتوى

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاشتراك في القائمة البريدية