من بين الوثائق التي جرى تسريبها مؤخرا وثيقة سرية هي عبارة عن رسالة أرسلها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الأسبق إلى القيادة العامة لتنظيم القاعدة في أفغانستان في 2013 وفي خضم الجدل المصاحب للإعلان عن تأسيس ” الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
الرسالة بعثها البغدادي إلى أيمن الظواهري قبل أن يأتي قرار هذا الأخير بقبول بيعة الجولاني حينها وأوامره للبغدادي بإلغاء فكرة ربط سوريا والعراق في تنظيم واحد، الأمر الذي كان سببا في القطيعة والصراع بين تنظيم القاعدة وبين ” دولة العراق الإسلامية” أعقبه تمرد البغدادي على أوامر الظواهري وإصراره على إكمال مشروع التمدد إلى سوريا، وضم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية في جماعة واحدة.
الرسالة عبارة عن مرافعة سريعة عن قراره التاريخي بدمج جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية، وهو القرار الذي أحدث زلزالا في الشرق الأوسط بل العالم برمته، وشرح حيثيات قراره الذي اعترف أنه كان سابقا لأوانه لكنه لم يجد بدا من المضي قدما في تنفيذه بسبب ما اعتبره خيانة وغدرا يجري الإعداد له من قبل الجولاني، واستباقا لخطوات هذا الأخير الذي بدت عليه علامات التمرد والانشقاق.
البغدادي حمل مسؤولية التحريض على انفصال جبهة النصرة عن دولة العراق الإسلامية لمن وصفه”بالرجل الثاني في الجبهة” دون أن يسمه، ولم يكن هذا الرجل سوى أبو مارية القحطاني، واتهمه بإبعاد الموالين ” لدولة العراق الاسلامية” من دوائر صنع القرار في الجبهة، وأنه صاحب دعوة الانفصال عنها.
البغدادي أكد أيضا في رسالته أن القحطاني كان معاديا لتنظيم القاعدة، ولديه مشاكل مع أبي مصعب الزرقاوي، وسبق له أن انشق عن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في بداياته.