الوصول السريع للمحتويات

تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.. التكوين، الخطاب، الإستراتيجية (3)

أهم القادة والرموز

ثمة كثير من القادة والرموز الذين نشطوا في صفوف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، سنذكر بعضا منهم وبعض الشخصيات التي أحدث وجودها في التنظيم فرقا، وساهموا في صناعة اسمه كأخطر التنظيمات الجهادية في العالم وإن لم يتبوؤوا مواقع المسؤولية فيه.[1]

أبو علي الحارثي:

واسمه الحقيقي قايد بن سالم بن سنان الحارثي من قبيلة بلحارث الواقعة في ناحية عسيلان بوادي بيجان محافظة شبوة، من مواليد 1955، شارك في الجهاد الأفغاني الأول والتقى بأسامة بن لادن الذي قربه إليه وكلفه بعدة مهمات منها حشد الشباب للقتال أيام الحرب الأهلية، والإعداد لنواة جهادية في اليمن. كان مع أسامة بن لادن في السودان عندما تعرض لمحاولة الاغتيال وقد أصيب فيها بجروح، عاد إلى اليمن نهاية التسعينيات مكلفا من بن لادن بالقيام بعملية ضد أهداف أمريكية، في 2000 نجح مع مجموعته في الهجوم على المدمرة الأمريكية cole ما أدى إلى مقتل 17 بحارا أمريكيا. ثم في 3/11/2002 تمكنت طائرة أمريكية من دون طيار من قتل الحارثي في محافظة مأرب اليمنية، ويعتبر أول قائد جهادي يتم قتله بواسطة طائرة من دون طيار في اليمن.

أبو بصير ناصر الوحيشي:

هو ناصر عبد الكريم عبد الله من مواليد عام 1978 بمدينة البيضاء اليمنية، من المقربين لأسامة بن لادن ويوصف بسكرتيره الشخصي، كان في أفغانستان أثناء هجمات 11 سبتمبر برفقة بن لادن، وقد حصل الأمريكيون على شريط فيديو في أفغانستان يظهر فيه الوحيشي مع كبار قادة تنظيم القاعدة منهم بن لادن وأبو غيث يتحدثون عن عمليات سبتمبر[2]، بعد الاجتياح الأمريكي لأفغانستان تمكن من الدخول إلى إيران واعتقل هناك ثم سُلِّم للسلطات اليمنية حيث ظلَّ في سجن الأمن السياسي بصنعاء إلى أن تمكن من الفرار في 2006، قاد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قبل وبعد اندماج فرعي السعودية واليمن، وبعد مقتل أسامة بن لادن عين أبو بصير نائبا لأيمن الظواهري في تأكيد على نية القاعدة نقل مركز عملياتها من أفغانستان إلى اليمن. في 12/6/2015 قتل الوحيشي في قصف أمريكي بطائرة من دون طيار في محافظة حضرموت شرقي اليمن.[3]

أبو سفيان الأزدي:

واسمه الحقيقي سعيد الشهري من مواليد 1973 بالمملكة العربية السعودية، كان ضابطا بجهاز الأمن السعودي، غادر إلى أفغانستان والتحق بمعسكرات القاعدة، وبعد الغزو الأمريكي وسقوط نظام طالبان تم إلقاء القبض عليه وأودع سجن غوانتنامو، أفرج عنه في 2007 وسلم إلى السعودية وبعد فترة قصيرة تمكن من التسلل إلى اليمن والالتحاق بصفوف تنظيم القاعدة ليساهم إعادة ترتيبه و”كان الساعي إلى اتحاد فرعي التنظيم في اليمن وبلاد الحرمين”[4].

بعد الوحدة أصبح الشهري نائبا لأمير تنظيم القاعدة في اليمن، وشارك في التخطيط لاختطاف نائب القنصل السعودي. كتب الشهري عددا من المقالات والتحليلات السياسية في المنتديات الجهادية باسم “أبو أسماء الكوبي”. في 2013 أعلنت القاعدة عن مقتل الشهري في قصف لطائرة من دون طيار.[5]

أبو هريرة الصنعاني:

قاسم الريمي من مواليد 1978 يمني الجنسية، كان مرافقا للوحيشي، خلال فترة وجوده في أفغانستان قبل الغزو الأمريكي واسقاط نظام طالبان، كان مدربا في معسكر الفاروق بأفغانستان[6]، تولى إدارة العمل العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو المخطط لعملية الفاروق عبد المطلب[7] ولمحاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف[8]، كان من بين الأفراد الثلاثة والعشرين الذين فروا من سجن الأمن السياسي في صنعاء 2006، ورصدت واشنطن مكافئة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان تواجده، بعد مقتل الوحيشي في 2015 بويع الريمي أميرا على التنظيم.[9]

أنور العولقي:

ولد أنور العولقي سنة 1971 بولاية نيومكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكي، أثار اسمه الجدل بعد تردد عدد من منفذي هجمات 11 سبتمبر على مسجده في فرجينيا، عاد العولقي إلى اليمن بعد فترة قضاها في بريطانيا، اعتقلته السلطات اليمنية في 2005 لعلاقته المفترضة مع بعض منفذي هجمات 11 سبتمبر، خرج من السجن والتحق بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وكان له دور بارز في تسويق أطروحات القاعدة في أوساط الجالية المسلمة في الغرب، موظفا موهبته الخطابية واتقانه للغات. دعا في أشرطته التحريضية ومقالاته في مجلة “انسباير” إلى القيام بعمليات انتقامية في الغرب ردا على تدخل الولايات المتحدة في شؤون العالم الإسلامي[10]، اعترف بتواصله مع نضال حسن منفذ هجوم فورت هود بولاية تكساس والذي أدى إلى مقتل 13 جنديا أمريكيا وإصابة آخرين. كشفت وثيقة من وثائق أبوت أباد أن الوحيشي أرسل رسالة إلى أسامة بن لادن يقترح فيها تعيين العولقي أميرا على التنظيم في اليمن، لكن أسامة بن لادن لم يتحمس للفكرة مع إعجابه بالعولقي وطلب في المقابل سيرة ذاتية مفصلة له[11]، في 30/9/2011 قتل العولقي في قصف أمريكي بواسطة طائرة بدون طيار.

إبراهيم الربيش:

سعودي الجنسية من مواليد 1979 خريج جامعة الإمام، شارك في الجهاد الأفغاني الأول ضد السوفييت، عاد إلى أفغانستان حيت شارك في المعارك ضد قوات التحالف الدولي في 2001، اعتقلته القوات الأمريكية وأودعته سجن غوانتانامو، سُلم إلى المملكة العربية السعودية حيث خضع لبرنامج المصالحة قبل أن يتم الإفراج عنه. غادر إلى اليمن والتحق بتنظيم القاعدة ليصبح أحد أبرز قادته. في 12/3/2015 أعلنت القاعدة عن مقتله في قصف أمريكي جوي بطائرة من دون طيار.[12]

حارث النظاري:

أو محمد المرشدي من أبرز القيادات الشرعية في تنظيم القاعدة في اليمن وصاحب كتاب “كشف شبهات الديمقراطيين وكسر طاغوت اليمن”، نشر عددا من الكلمات الصوتية والمرئية أهمها؛ الكلمة التي تبنى فيها عملية الهجوم على مقر صحيفة “شارلي إبدو” في باريس، وتلك التي أعلن فيها عدم شرعية تنظيم الدولة الإسلامية و “خلافة” أبو بكر البغدادي. قتل النظاري في قصف لطائرة من دون طيار في 5/2/2015.[13]

نصر الآنسي:

نصر بن علي الآنسي المعروف في أوساط الأفغان العرب بعبد الجليل، من مواليد 1975 بمدينة تعز اليمنية، درس في جامعة الإيمان وحصل منها على شهادة في الفقه الإسلامي، زار البوسنة والهرسك وكشمير والتقى بأسامة بن لادن في أفغانستان، خضع الآنسي لأقوى الدورات العسكرية التي عرفتها معسكرات القاعدة في أفغانستان وهي “دورة إعداد الكوادر”، عمل بعدها مدربا بمعسكر الفاروق الشهير، كلفه أسامة بن لادن بالذهاب إلى الفلبين لتدريب المقاتلين الإسلاميين هناك، وعندما وقعت هجمات 11 سبتمبر عاد إلى اليمن وبقي فيها إلى أن التحق بصفوف القاعدة في جزيرة العرب. في 7/5/2015 أعلنت القاعدة مقتل الآنسي في غارة لطائرة من دون طيار بمدينة المكلا.[14]

خالد باطرفي:

المعروف بأبي المقداد الكندي سعودي الجنسية، قاد معارك القاعدة في اليمن قبل أن يتم القبض عليه في 2011 ويودع سجن المكلا، وفي 2015 تمكنت مجموعة مسلحة تابعة للقاعدة من اقتحام السجن وإطلاق سراحه وعشرات آخرين من المعتقلين. باطرفي يُعد الآن من أهم قيادات القاعدة وأكثرها حضورا ونشاطا في إعلامها.[15]

إبراهيم العسيري:

إبراهيم حسن طالع العسيري سعودي الجنسية من مواليد 1982، تكمن أهميته في كونه مطور “القنبلة الخفية” التي حاول شقيقه عبد الله العسيري تفجيرها في مكتب محمد بن نايف، درس الكيمياء في الرياض، ويعتبر من أخطر أفراد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، نشر له التنظيم مقالات تحت اسم “القائد إبراهيم حسن العسيري” ما يدل على شغله منصبا قياديا في التنظيم، ويُرجح أن يكون هو من يوقع مقالات مجلة انسباير باسم ” طباخ القاعدة” أو ” الدكتور خطير”.[16]

خبيب السوداني:

إبراهيم القوصي سوداني الجنسية من مواليد 1960كان مقربا من أسامة بن لادن واطلع على كثير من خططه، كما يروي في مذكراته التي نشرتها صحيفة المسرى الجهادية، ظهر في الإصدار المرئي “حراس الشريعة” الذي بثته مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي، أمضى 10 سنوات في معتقل غوانتانامو وبعد الإفراج عنه في 2012رحل إلى اليمن للانضمام إلى تنظيم القاعدة.[17]

هناك الكثير من القيادات الأخرى التي لم يتم الإشارة إليها خصوصا تلك التي انضمت الى صفوف التنظيم منذ فترة قريبة ومعظمها قيادات مخضرمة؛ كانت مقربة من أسامة بن لادن وغيره من قادة التيار الجهادي كالمصري إبراهيم أبو صالح مثلا وبالتالي فرغم النزيف الحاد الذي أصاب تنظيم القاعدة في اليمن على مستوى القيادات إلا أنه مازال يؤوي بين صفوفه عددا منهم قادرين على تدبير شؤون التنظيم وقيادة دفته في المرحلة القادمة.

الخطاب الأيديولوجي

لا يختلف الخطاب الأيديولوجي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب عن الخطاب الجهادي الذي تتبناه سائر الجماعات المرتبطة بالقاعدة، فلم تنفرد باجتهادات خاصة على الأقل فيما هو معلن من مواقفها وأدبياتها الشرعية. فهي ترى حرمة الدخول إلى المجالس النيابية، والمشاركة في الانتخابات، وكفر الدستور اليمني[18]، وأن هدف القاعدة في اليمن هو: “تحكيم الشريعة، فإن تحقق هذا الهدف بلا قتال فهذه غايتنا وكفى الله المؤمنين القتال، وإلا فلن نضع أسلحتنا حتى نُحكم بشريعة ربنا أو نهلك دون ذلك”.[19] وأن قتالهم “إنما هو قتالٌ بين طائفتين؛ إحداهما تريد شرع الله بكل ما يحويه من عدل وإزالةٍ للفساد وحفاظٍ على سيادة البلد، والأخرى طائفةٌ امتنعت عن تحكيم شريعة الله ورهنت مصير البلد بيد السفير الأمريكي بل وأغلقت باب التفاوض من أجل تحكيم الشريعة”[20]، وأن القاعدة في اليمن “تبرأ من كل كافر دخل جزيرة العرب لأنه حلال الدم والمال ولا أمان له لعدم شرعية حكومة علي عبد الله صالح..”[21]، وترى أن الجيش اليمني يجب قتاله لأنه “طائفة ممتنعة عن الالتزام بالشرع وتطبيقه وعن الولاء للمؤمنين”[22].

الموقف من الإمارة وتنظيم الدولة الاسلامية

يفرق تنظيم القاعدة في اليمن بين الإمارة الخاصة المرتبطة بالجماعات الإسلامية وبين الإمارة العامة التي تنصرف إليها أحكام الخلافة والولاية العامة، ويرى أن “الجماعات العاملة لنصرة الدين ليست هي جماعة المسلمين وإنما هي جماعة من المسلمين وعليه فالأحاديث الواردة في أحكام الجماعة أو أحكام الإمامة لا تنطبق على الجماعة العاملة لنصرة الدين”[23]، و”المسلمون إذا اختاروا الخليفة ليكون أميرا عليهم فلا بد في هذا الاختيار من الرضى لأنه عقد والعقد بالإكراه ملغي”[24]، وأن “المتغلب عاص وآثم وليس هذا من منهاج الخلافة الراشدة، فالخلفاء الراشدون رضوان الله عنهم لم يتغلب أحد منهم ولم يبايعهم المسلمون مكرهين وإنما كانت بيعتهم بيعة رضى”.[25]

في بداية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام التزم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الصمت حيال النازلة التي حلت بالتيار الجهادي، ولم يصدر عنه أي موقف اتجاه تمدد تنظيم الدولة والخصومة الحادة بين البغدادي وأيمن الظواهري، وقد تبين لاحقا أنه حاول التوسط بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة من أجل رأب الصدع وتجاوز الخلافات[26]، لكن عندما فشلت مساعيه نشر موقفه المفصل من تنظيم الدولة الإسلامية واعتبر أن إعلان البغدادي للخلافة “لم يستوف الشروط اللازمة، ولم يتم عبر المشورة مع أهل الحل والعقد في الأمة الإسلامية، أو على الأقل بعضهم من العلماء الصادقين وقادة الجماعات المجاهدة”[27] و بالتالي: “لا نرى صحة انعقاد هذه الخلافة، ولا نرى أن هذا الإعلان يبطل شرعية الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة.. وأننا نرفض الدعوات لشق صفوف المجاهدين ونجدد البيعة لشيخنا أيمن الظواهري ومنه للملا محمد عمر”[28].

الاستراتيجية العامة

المتأمل في خطاب تنظيم القاعدة في اليمن واستراتيجيته يجد أنها تتبنى خطابا مزدوجا، الأول موجه إلى الفاعلين المحليين والإقليميين ويضطلع به مجموعة من الدعاة والقادة مثل: خالد باطرفي، و إبراهيم الربيش، وعادل العباب، و حارث النظاري.. وخطاب آخر موجه إلى الفاعلين الدوليين وبالضبط الولايات المتحدة الأمريكية ويضطلع به كل من أنور العولقي وسمير خان ويحيى إبراهيم[29] وسائر المحررين والكتاب في مجلة “انسباير”[30]، وهذه الازدواجية في الخطاب تعكس الطبيعة المزدوجة لاستراتيجية تنظيم القاعدة في اليمن. فهي تريد التركيز في نشاطها “الجهادي” على الولايات المتحدة الأمريكية والقيام بعمليات عسكرية وأمنية في عمق أراضيها أو ضد مصالحها المنتشرة في العالم، لكنها تريد أيضا أن توجه جزء من اهتمامها إلى الفاعلين المحليين والإقليمين مثل القيام بعمليات عسكرية ضد الحوثيين والحكومة اليمنية، وأخرى أمنية ضد الحكومة السعودية، ودعم الثورة اليمنية.

تكشف رسالة سرية بعث بها أسامة بن لادن إلى قائد تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي بكل وضوح ملامح الاستراتيجية التي رسمها لفرع تنظيمه في اليمن، حيث أمره ببذل الجهد الأكبر في استنزاف أمريكا وعدم الانجرار في معارك محلية مع الحكومة أو الحوثيين “فرأس الكفر العالمي اليوم هو صاحب النفوذ الكبير على دول المنطقة، شريان حياتها والداعم الأساسي لها، والذي يملك قوة مكنته من إسقاط النظام العراقي والإمارة الإسلامية في أفغانستان، برغم استنزافه بصورة كبيرة، لكنه ما زال لديه قوة لإسقاط حكومة أي دولة إسلامية قد تقوم في المنطقة في هذا الوقت، لذا ينبغي المواصلة والاستمرار في استنزافه وإرهاقه ليصل إلى حالة ضعف لا تمكنه من إسقاط أي دولة نقيمها، وعندها تتم مراعاة ضرورة العمل على جمع وتوحيد كل من يمكن توحيده من الجهود والطاقات المسلمة التي قعدت عن الجهاد بعذر أو بغير عذر، ثم يكون الشروع بالبدء في إقامة الدولة المسلمة -بإذن الله- وإن استدعى الأمر تأخير ذلك لبضع سنين فلا بأس”[31]، وحذر بن لادن قيادة القاعدة في اليمن من إعلان دولة أو إمارة إسلامية لأن ذلك الإعلان سيكون عبثيا في ظل قدرة الولايات المتحدة على التدخل في شؤونها وحصارها.

في رسالة سرية أخرى بعث بها عطية الله الليبي إلى ناصر الوحيشي قائد القاعدة في اليمن يذكره فيها باستراتيجية وتوصيات أسامة بن لادن بخصوص اليمن فقال: “يميل الشيخ إلى أن الحرب في اليمن وجزيرة العرب مع النظام المحلي المرتد فيهما ليس مناسبا الآن، والواجب هو أن نوجه كل طاقتنا وقدراتنا وامكانياتنا إلى ضرب الرأس وهو أمريكا وذلك بالتركيز على العمل الخارجي.. وتفادي معارك جانبية يجرنا إليها الأمريكان عبر وكلائهم” والرسالة التي اقتبست منها الفقرة السابقة هي من أهم وأخطر الرسائل التي أرسلتها القيادة العامة في أفغانستان إلى قيادة الفرع اليمني لأنها تحدثت عن نقاشات ومداولات لتغيير استراتيجية العمل في “جزيرة العرب” ولذلك طُلب من الوحيشي أن لا يُطلع عليها أحد إلا أنور العولقي وفرد آخر أو فردين من قادة التنظيم. وهذه أهم النقاط التي وردت في الرسالة:

  • الانشغال بعمليات في السعودية لا يؤيده “الشيخ” بل يميل إلى منعه.
  • دراسة مقترح هدنة مع الحكومة وعدم التصعيد معها شرط ترك القاعدة تعمل ضد الولايات المتحدة.
  • كل سهم وكل لغم يمكن استهداف الأمريكيين به وهناك غيرهم فينبغي صرفه نحو الأمريكيين دون غيرهم من حلف الناتو فضلا عمن هو دونهم.
  • ينبغي أن نضع غرفة عمليات العدو لحربنا وهي إدارة البيت الأبيض والكونجرس والبنتجون تحت الضغط المباشر وذلك باستخدام معادلة توازن الرعب بيننا وبينهم وهذا يتم بالتأثير على الشعب الأمريكي كله أو معظمه بشكل مباشر، بعمليات داخل أمريكا تفقده أمنه وبالتأثير على اقتصاده أيضا وذلك باستهداف النفط في الخارج وخاصة في الدول المصدرة لأمريكا[32].

وعندما راسل أبو بصير ناصر الوحيشي أسامة بن لادن –كما تظهر وثائق أبوت أباد– يخبره أن تنظيم القاعدة يستطيع السيطرة على مدينة صنعاء بسهولة، أمره بن لادن بعدم الإقدام على الخطوة لأن مقومات إقامة دولة إسلامية غير متوفرة كما أن ذلك سيربك الاستراتيجية العامة للتنظيم و “لا يصح إقامة دولة مسلمة في الوضع الراهن في قلب العالم الإسلامي.. لأن دول الخليج برمتها والأردن ومصر سينقضون عليها ويحاصرونها ثم يتفاوضون مع القبائل [لإخراجكم]”[33].

إذن، فاستراتيجية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تعطي الأولوية للحرب ضد الولايات المتحدة ولا تهتم كثيرا بالسيطرة على المدن والقرى أو الانشغال بالمعارك مع الحكومة اليمنية، ويركز التنظيم على الهجمات الصغيرة التي لا تتطلب وقتا طويلا ومنفذين كثر[34]، ولذلك عندما فرض سيطرته على بعض المحافظات اليمنية بعد الثورة لم يستمت في الدفاع عنها عندما حشدت الحكومة اليمنية لاستعادتها بل انسحبت من بعضها دون قتال، وعندما أرسى فيها نموذجه في الحكم والإدارة كان للأهالي وأعيانها ومجالسها المحلية الدور الأكبر في الإدارة كما حصل في مدينة المكلا مثلا[35]. وهو ما يمكن اعتباره تجسيدا للأفكار الجديدة التي عبر عنها أبو بصير ناصر الوحيشي في محاضرته حول مفهوم تطبيق الشريعة[36].


[1] القائد الشيخ قائد الحارثي ابو علي، أبو خطاب اليماني، 31/5/2014 https://justpaste.it/fong

[2] نشرت صحيفة المسرى في العدد 6 الصادر بتاريخ 5/3/2016 مقالا لأبي بصير ناصر الوحيشي تضمن تفاصيل عن هجمات 11 سبتمبر لم تكن معروفة من قبل، رابط المقال: https://archive.org/details/smasra_inbox_11

[3] ناصر الوحيشي، الجزيرة نت، 16/6/2015 http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2015/6/16/%D9%86%D8%A7%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%B4%D9%8A

[4] إبراهيم الربيش، رثاء أبو سفيان الأزدي، مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي، 18/7/2013 https://justpaste.it/34b3

[5] سعيد الشهري، الجزيرة نت، 8/10/2014 http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2014/10/8/%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A

[6] مجلة صدى الملاحم العدد 7

[7] انظر تفاصيل العملية في محور ” أهم العمليات” ضمن هذه الورقة.

[8] إبراهيم حسن طالع العسيري، مخبر القاعدة في نظر القاعدة، 30/7/2015 https://justpaste.it/mozm

[9] قاسم الريمي، الجزيرة نت، 18/6/2015 http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2015/6/18/%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D9%85%D9%8A

[10] لقاء مع أنور العولقي، مجلة إنسباير العدد 12 (النسخة العربية)

[11] وثائق أبو أباد الدفعة الأولى، الوثيقة رقم: SOCOM-2102-1111110

[12] إبراهيم الربيش، الجزيرة نت، 15/4/2015 http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2015/4/15/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B4

[13] هذا هو اليمني حارث النظاري عراب ” غزة باريس”، صحيفة إيلاف، 10/1/2015 http://elaph.com/Web/News/2015/1/972870.html

[14] نصر الآنسي، الجزيرة نت، 11/5/2015 http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2015/5/11/%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86%D8%B3%D9%8A

[15] حراس الشريعة، مؤسسة الملاحم، 9/12/2015 https://archive.org/details/GuaShaEn

[16] إبراهيم حسن طالع العسيري، الجزيرة نت، 1/12/2014 http://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2014/12/1/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D9%8A

[17] حراس الشريعة، مؤسسة الملاحم، 9/12/2015 https://archive.org/details/GuaShaEn

[18] انظر الكتاب الصادر عن اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعنوان: كشف شبهات الديمقراطيين وكسر طاغوت اليمن.

[19] إبراهيم الربيش، أفحكم الجاهلية يبغون، مؤسسة الملاحم، 14/4/2013 https://archive.org/details/af7km-aljahlia

[20] المصدر السابق

[21] مجلة صدى الملاحم، العدد 2

[22] عادل العباب، رسالة إلى العسكر، مؤسسة الملاحم، 4/6/2012 https://archive.org/details/nokbah111

[23] حارث النظاري، الموجز في أحكام الامارة، ص 38

[24] المصدر السابق ص 11

[25] المصدر السابق ص 12

[26] رسالة إلى المجاهدين في الشام، مؤسسة الملاحم، 5/3/2014 http://gulfup.co/8fo7vwwgvkoq

[27] حارث النظاري، بيان بشأن ما ورد في كلمة البغدادي ” ولو كره الكافرون”، مؤسسة الملاحم، 21/11/2014 https://archive.org/details/ujds4u4b2

[28] المصدر السابق

[29] يحيى إبراهيم ناشط في القاعدة وكاتب افتتاحيات مجلة انسباير، سمير خان مواطن أمريكي باكستاني الأصل هاجر إلى اليمن والتحق بالقاعدة تولى تصميم وإخراج مجلة انسباير، نُشرت قصة حياته في العدد 9 من المجلة نفسها.

[30] أكرم حجازي، حروب القاعدة، 15/12/2010 http://hkaek.halamuntada.com/t373-topic

[31] وثائق أبوت اباد، الدفعة الأولى، الوثيقة رقم:  SOCOM-2102-1111100

[32] المصدر السابق

[33] وثائق أبو أباد الدفعة الأولى، الوثيقة رقم: SOCOM-2102-1111100

[34] مجلة إنسباير العدد 3 (النسخة العربية)

[35] بعد سيطرة تنظيم القاعدة على مدينة المكلا اليمنية سلم كل مرافق المدينة إلى المجلس الأهلي لإدارتها وتسييرها، أنظر حوار مع القيادي خالد باطرفي، حضارم نت، 4/9/2015 http://www.hadarem.com/index.php?ac=3&no=17096

[36] أبو بصير ناصر الوحيشي، حول مفهوم تطبيق الشريعة، 22/7/2015

مشاركة المحتوى

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاشتراك في القائمة البريدية