توعد أبو محمد الجولاني القائد العام لهيئة تحرير الشام بإنهاء الاحتجاجات التي تشهدها مناطق مختلفة من مدينة إدلب وضواحيها، ووضع حد لسلسلة من الاعتصامات والمظاهرات التي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن تم التفاعل إيجابيا مع معظم المطالب المشروعة حسب قوله.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه الجولاني بحضور عدد من وجهاء ورموز المناطق المحررة في شمال غرب سوريا، حيث طالبهم بتحمل مسؤولياتهم خلال المرحلة المقبلة التي ستتسم بالحزم والصرامة مع المظاهرات. وقال الجولاني معلقا على حادثة فض اعتصام إدلب:” بعد حصول الاعتداء على أهالي إدلب، أثناء مناصحتهم لهؤلاء الناس [يقصد المعتصمين] للمرة الثالثة، تدخلت القوى الأمنية وأنهت وحسمت الموقف، والمحرر قد دخل في مرحلة جديدة، ويجب أن يعود المحرر لانتظامه، ولن نسمح أن تعود حالة الفوضى والتشرذم إلى المحرر” وأضاف “مؤخراً، رأينا جميعا أن المطالب قد انحرفت عن مسارها الحقيقي، وتحولت إلى حالة من التعطيل للمصالح العامة في المحرر، واستخدمت أساليب تؤدي إلى تعطيل الحياة المؤسساتية والعامة” وحذر الجولاني خصوم هيئة تحرير الشام قائلا :” البعض حقده ساقه للتضحية بكل المحرر، وبالتالي من هان عليه المحرر فقد هان علينا، ولن نتهاون مع أي شخص أو تجمع أو حزب أو فصيل يريد إيذاء المحرر”
وأكد الجولاني أن من بين 50 بطاقة متاحة، لم يستخدم سوى ” بطاقة لغة الحوار والمسارعة إلى تلبية مطالب الناس، بالقدر الذي نستطيعه” لافتا إلى أن ” الكثير من الخدمات التي قدمت، تم تقديمها دون مظاهرات مطالبة بها، مثل المشفى الجامعي الذي يتعلم فيه أبناؤنا الطلبة، والمدينة الصناعية، ودعم الإنتاج الزراعي المحلي في المحرر الذي تضاعف لأكثر من 200% عمّا كان في السابق، وإدخال الكهرباء وما تبعه من حالة تنمية اقتصادية، كل هذا كان من واجبات السلطة”.
وشدد الجولاني على أن مرحلة الحوار قد انتهت وسيتم اعتماد مقاربات جديدة في التعامل مع المحتجين.
جاء خطاب الجولاني الذي بثته وزارة الإعلام في حكومة الإنقاذ ومنافذ إعلامية رسمية تابعة لهيئة تحرير الشام في إطار مساعيه الحثيثة منذ أسابيع لنزع فتيل التوتر وحشد الدعم الشعبي خلفه بعد اتساع الاحتجاجات المطالبة بتنحيه عن قيادة ” تحرير الشام”.
وقد تبادل الجولاني في اللقاء الكلمة مع عدد كوادر مدينة إدلب الذين أيدوا توجهاته، وقد كان من بينهم سابقا من خرجوا في المظاهرات المطالبة بتنحيه مثل إبراهيم شاشو رئيس جهاز التفتيش القضائي والوزير السابق في حكومة الإنقاذ.
وعقب خطاب الجولاني وفي خطوة أرادت من خلالها الهيئة التأكيد على دعم الفصائل المسلحة الأخرى لقرارات الجولاني انتشرت في عموم مدينة إدلب دوريات عسكرية تابعة لغرفة عمليات “الفتح المبين”، وأظهرت صور نشرتها منصات تابعة لهيئة تحرير الشام عشرات المسلحين التابعين لجناحها العسكري بأطقمهم العسكرية الكاملة، ومسلحين يتبعون فصائل أخرى أهمها حركة أحرار الشام الإسلامية وصقور الشام، وجيش النصر وهم يتمركزون في نقاط مشتركة.
في المقابل رد صالح الحموي القيادي السابق في جبهة النصرة وأحد أهم الأصوات المعارضة للجولاني على التحركات الجديدة للهيئة قائلا بأن “أحرار الشام ( فرع إدلب) وجيش النصر وصقور الشام( فرع أبو عيسى) هؤلاء كلهم بايعوا هتش ويقبضون كتل مالية منتظمة منها، وقامت بنشرهم على مداخل الدانة أريحا سرمدا لتضعهم في واجهة الحراك الشعبي ولا أدري كيف يقبل عناصرهم هكذا مهمة ويكونوا عبيدا لهتش” أضاف معلقا على موقف إبراهيم شاشو المؤيد للجولاني بعد أن كان معارضا له ” إبراهيم شاشو عاد لهتش بعد أن ابتزته وقالت له أنت موقع على إعدام خمسين شخص عندما كنت وزيراً للعدل”.
وقد تجددت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للخروج في مظاهرات حاشدة غدا الجمعة تحت شعار ” عدوانكم لن يكسر إرادتنا” للمطالبة بتنحي الجولاني وحل جهاز الأمن العام وإطلاق سراح المعتقلين من السجون.