لم يكد يمر الشهر الأول من العام 2024 حتى وصلت حصيلة القتلى في الإغارات المتبادلة بين داعش وقوات النظام في منطقة البادية السورية إلى مستويات مرتفعة. فقد استهل التنظيم العام الجديد بزخم متواصل من العمليات ضمن حملة ” واقتلوهم حيث ثقفتموهم” التي أعلن عنها المتحدث الرسمي باسم التنظيم أبي حذيفة الأنصاري في 4 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية بلغت 69 قتيلاً منذ مطلع العام 2024. موزعة على الشكل الآتي:
8 من تنظيم “داعش” على يد قوات النظام. و 53 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، من ضمنهم 5 من الميليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية، قتلوا في 23 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، وقد تمت هذه العمليات عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص.
وأضاف المرصد في تقريره بأن 8 عمليات في بادية دير الزور، أسفرت عن مقتل 19 من العسكريين بينهم 4 من الميليشيات الموالية لإيران، و2 من التنظيم وأن 11 من العمليات في بادية حمص، أسفرت عن مقتل 24 من العسكريين بينهم 1 من الميليشيات الموالية لإيران، و3 من التنظيم، اضافة الى مقتل مدني. بينما أدت عمليتان في بادية الرقة عن مقتل 9 من العسكريين، و3 من التنظيم. وأسفرت أيضا عمليتان في بادية حماة عن مقتل 1 من العسكريين، وسبعة أشخاص بينهم طفل.
في البادية السورية، يستفيد التنظيم من طبيعة الأرض القاحلة والوعرة والنائية، وينشط في مناطق متفرقة بين محافظات حمص وحماة ودير الزور والرقة والسويداء.
يهدف التنظيم من خلال نشاطه في البادية إلى إثبات وجوده وقدرته على البقاء والتأقلم، وإلى إضعاف خصومه وإرباكهم واستنزافهم، وإلى تأمين موارد مقاتليه ومعتقليه. ورغم أن التنظيم يواجه صعوبات في تأمين الأسلحة والمال والمؤن في البادية، إلا أنه يعتمد على مدافن الأسلحة التي زرعها في السابق، وعلى الغنائم التي يحصل عليها من هجماته، وعلى شراء السلاح من الأسواق السوداء عبر وسطاء متعاونين. كما يقوم بفرض الإتاوات على بعض السكان المحليين والمهربين والباحثين عن الآثار في المناطق التي ينشط فيها.
بعد هزيمة التنظيم وخسارته لكل معاقله في سوريا والعراق اتخذ من البادية السورية ملاذاً ومنطلقاً لعملياته العسكرية والإرهابية.