أعادت الضربات الصاروخية التي شنتها إيران على مواقع في عمق الأراضي الباكستانية تسليط الضوء على جماعة “جيش العدل” ذات الميول الانفصالية. وأدى الرد العسكري الباكستاني إلى توترات تندر بنشوب حرب في منطقة تمزقها الحروب والانقسامات العرقية والمذهبية منذ سنوات.
تأسس جماعة جيش العدل في 2012 بعد اندماج مجموعات مسلحة تنشط في إقليم بلوشستان، وشكلت جماعة جند الله عمودها الفقري. التأسيس جاء بعد إعدام إيران لزعيم جماعة جند الله عبد الملك ريغي في 2010، وتولي عبد الرحيم ملا زادة القيادة. تقديرات كثيرة تشير إلى أن “جيش العدل” هو في الواقع امتداد لجماعة جند الله التي تأسست في 2003 وتنشط في منطقة بلوشستان جنوب شرق إيران، وتقدم نفسها كمدافع عن الوجود السني في بلد ذي غالبية شيعية.
تعرف جماعة جيش العدل نفسها بشكل رسمي على أنها ” حركة جهادية في بلاد فارس تسعى لإسقاط الحكومة الإيرانية وتحكيم الشريعة الإسلامية”
وفي تصريح صحفي قال عبد الرحیم ملازاده، الذي يصدر بياناته باسم “صلاح الدین فاروقي” إن جماعته هي “منظمة دفاعية وعسكرية أُسست لصون الحقوق الوطنية والدينية للشعب البلوشي وأهل السنة في إيران”.
وفي مقابلة صحفية أفصح المتحدث الإعلامي السابق لجيش العدل الإيراني عبد الرؤوف ريجي، وشقيق عبدالمالك ريجي مؤسس الجماعة عن أهداف الجماعة قائلا:” الهدف الرئیسی الذي نعمل عليه في جيش العدل، هو إسقاط النظام الإیراني، ووجود حكومة إسلامية ديمقراطية تكمل جميع حقوق الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية، وفي مقدمتهم أهل السنة في إيران، والذين يتعرضون لظلم وتميز واضح من قبل النظام الملالي الحاكم في طهران”.
وعن تعداد مسلحي “جيش العدل” قال عبد الرؤوف :” يبلغ عدد جيش العدل الإيراني أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل، موزعين على ثلاث كتائب قتالية، بالإضافة إلى كتيبة أمنية، وهي خاصة بالاستطلاع والرصد والأمن لتحقيق الدقة في تنفيذ العمليات القتالية ضد جيوش الظلم من قبل الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج”.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع تنظيم القاعدة أكد عبد الرؤوف أن جماعته مستقلة ولا تتبع أي تنظيم أو جماعة شدد على أن “حرکتنا حرکة مستقلة عملیًا وفكریًا، ولا تتبع أو تتأثر بفكر تنظيم القاعدة، ففكر حركتنا هو السعي لرفع الظلم الواقع على أهلنا السنة في سيستان وبلوشستان وفي إيران بشكل عام، من قبل السلطات الإيرانية التي تحكم بما يخالف الله”.