بشكل مفاجئ أعلن تنظيم القاعدة في اليمن الأحد وفاة زعيمه خالد باطرفي دون أن يحدد سبب الوفاة وتاريخها. وظهر القائد في التنظيم إبراهيم القوصي المعروف بخبيب السوداني في تسجيل مرئي ناعيا زعيم التنظيم ومعلنا عن تنصيب أبي الليث سعد بن عاطف العولقي خلفا له.
من هو خالد باطرفي
ولد خالد باطرفي في الرياض عام 1979 وفي مستهل عشرينياته سافر إلى أفغانستان والتحق بتنظيم القاعدة حيث تدرب في معسكر الفاروق، والتقى بأسامة بن لادن. بعد عامين من وصوله إلى أفغانستان وقعت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ليبدأ فصل جديد من حياة الرجل.
بعد سقوط نظام طالبان وتفكك معسكرات القاعدة لجأ باطرفي إلى إيران كما هو حال العشرات من أعضاء تنظيم القاعدة وقادته، اعتقلته السلطات الإيرانية وسلمته إلى الحكومة اليمنية في 2004 حيث أمضى في سجون اليمن ست سنوات.
بعد إطلاق سراحه انضم إلى تنظيم القاعدة في اليمن، وبايع أبي بصير ناصر الوحيشي. في 2010 قام التنظيم بتوسيع نفوذه، والسيطرة على مناطق عدة في اليمن من بينها محافظة أبين وعين خالد باطرفي أميرا على الولاية وقائد للتنظيم فيها. وفي العام التالي استغل المظاهرات الحاشدة التي اجتاحت العاصمة صنعاء، وانحسار سلطة نظام علي عبد الله صالح، والفوضى التي اجتاحت عددا من المحافظات اليمنية فوسع من نطاق سيطرته تحت لافتة ” أنصار الشريعة” وأعلن قيام إمارة إسلامية في المناطق الخاضعة له.
في مارس 2011 نجحت القوات اليمنية في توقيف خالد باطرفي وظل معتقلا إلى غاية 2015 حيث هاجم التنظيم سجن المكلا المركزي وقام بتحريره، وبث التنظيم حينها مقطعا مرئيا وثق عملية اقتحام السجن وإخراج باطرفي منه.
بعد يومين من تحريره ظهر باطرفي في صور وهو جالس في القصر الرئاسي بمحافظة المكلا جنوب شرق اليمن، ومن يومها ظل وجهه مألوفا في الإصدارات المرئية التي ثبتها القاعدة في اليمن.
تقلد باطرفي مناصب عديدة أهمها أمير ولاية أبين، ووالي ولاية حضرموت، ومسؤولا عن القسم الإعلامي والإنتاج الدعائي، وقاضيا شرعيا، وناطقا رسميا باسم التنظيم ثم زعيما للتنظيم في 23 فبراير 2020 خلفا للقائد قاسم الريمي الذي اعترف التنظيم بمقتله في غارة أمريكية في اليوم نفسه.
وفي 18 أكتوبر 2018، عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى توقيفه. وقد تردد شائعات كثيرة عن القبض عليه أبرزها تلك التي أعلن عنها مجلس الأمن الدولي في 3 فبراير 2021، إذ أصدر تقريرا يؤكد اعتقال باطرفي في أكتوبر 2020 وتسليمه إلى السلطات السعودية. وفي 8 من أبريل أصدر التنظيم بيانا نفى فيه هذه المزاعم جملة وتفصيلا.
باطرفي اعتاد قبل ظهوره بشكل رسمي في إعلام القاعدة الكتابة باسم ” أبو المقداد الكندي” في المنتديات الجهادية، ويعد واحد من أكثر قادة القاعدة نشاطا على صعيد الظهور الإعلامي، إذ ظهر في عشرات المقاطع المرئية والمسموعة خلال السنوات التسع الماضية، وسجل مجموعة من السلاسل الدعائية آخرها الجزء الخامس من سلسلة ” أصول التعامل مع أهل البدع والمخالفين”.
يعد باطرفي الزعيم الرابع لتنظيم القاعدة في اليمن، وفي عهده نشبت خلافات عميقة داخل التنظيم على خلفية قيامه بإعدام عدد من أعضائه بتهمة التجسس وكان من بينهم الشرعي المشهور أبو مريم الأزدي والمسؤول الأمني الميداني فياض الحضرمي، وأمير اللجنة المالية سعيد شقرة المعروف أيضاً باسم عبد الله باوزير. على إثر ذلك انشق المئات من العناصر بقيادة عمر النهدي وطالبوا أيمن الظواهري بالتدخل ووضع حد “للتجاوزات والأخطاء الشرعية والمظالم العظيمة” التي ترتكبها قيادة القاعدة في اليمن.
وكان آخر ظهور له في إعلام القاعدة في يناير الماضي متحدثا عن ” أصول التعامل مع أهل البدع والمخالفين” ضمن سلسلة من الدروس التي واظبت مؤسسة الملاحم الذراع الاعلامية للتنظيم نشرها نشرها منذ فترة.
نصب تنظيم القاعدة سعد بن عاطف العولقي خلفا لخالد باطرفي، والعولقي من مواليد بداية ثمانينيات القرن الماضي؛ يمني الجنسية، من قبيلة العوالق الكبيرة، وقد ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة مالية قدرها 6 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى توقيفه.