كلا المعسكرين أعني القاعدة وأنصارها وأمريكا وحلفائها أدركوا خطورة وحيوية جانب الإعلام والدعاية في الحرب المستعرة بينهما, فسعا الجانبان إلى تعزيز قدراتهما الدعائية وتوسيعها وتنويعها , لتكون فعاليتها أكثر على صعيد الإقناع والاستقطاب . وعلى صعيد الحرب النفسية والحرب الفكرية التي يحاول كل طرف أن لا يخسرها.
قامت الإدارة الأمريكية بإنشاء وتمويل العشرات من القنوات التلفزيونية والاداعية والصحف وتجنيد مئات من الأفراد كتابا ومحللين هدفهم تسويق صورة الولايات المتحدة كدولة حرة ونبيلة تواجه جيشا من الإرهابيين والمخربين .
في الجانب الآخر عمدت القاعدة وأذرعها الإعلامية ومناصروها السايبيريون إلى إنشاء خلايا دعاية معقدة (منتديات حوارية ـ مواقع ـ مدونات ـ مؤسسات إعلامية ـ مجلات الكترونية ـ مجموعات بريدية ـ حسابات على موقع التواصل الاجتماعي …)على الانترنت هدفها تقديم المشروع الجهادي العالمي كمشروع تحرري يسعى إلى تخليص الأمة الإسلامية من سيطرة الامبريالية الغربية وإعادتها إلى مجدها ومركزيتها.
أظهر النشاط السايبيري الجهادي قدرة أسطورية على مجاراة بل التفوق على الآلة الدعائية الضخمة للإدارة الأمريكية. بدليل أن التعاطف الشعبي مع مشروع القاعدة أخد في الامتداد يوما بعد يوما موازاة مع فقدان المشاريع الأمريكية في المنطقة بريقها و سمعتها ولعل حوادث الهجوم على السفارات الأمريكية بعد عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خير دليل على ذلك .
وفي خطوة أمريكية أخرى بقصد مواجهة دعاية القاعدة على الانترنت أعلنت هيلا ري كلينتون التي تركت منصبها قبل يومين أن وزارتها ستشرع من ألان فصاعدا بالرد على دعاية القاعدة على الانترنت من خلال التعليق على كل المواد التي تنشرها وأضافت هيلا ري كلينتون :” إنه في حال نشر إسلاميون متطرفون مثلاً شريط فيديو يظهر إلى أي درجة أن الأمريكيين هم مرعبون سوف نبث شريط فيدو يظهر إلى أي مدى هم (المتطرفون) مرعبون، وذلك للتصدي لغموض المجموعات الإسلامية المتطرفة عبر القنوات الإعلامية التي يتواصلون من خلالها مع الناس”.
خطوة الإدارة الأمريكية لم تكن جديدة في هذا المضمار فقد سبق للخارجية الأمريكية في نوفمبر2006 أن شكلت فريق التواصل الالكتروني الذي كانت مهمته تلميع صورة السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية والدخول في سجالات في هذا الجانب مع معارضي الولايات المتحدة الأمريكية وأغلبهم من الإسلاميين الجهاديين في المنتديات الحوارية العربية كالجزيرة توك سابقا و الساحات وغيرها .
الجهاديون السايبيريون تلقوا مشروع هيلا ري كلينتون الجديد بالسخرية الممزوجة بالتحدي فقد علق أحد الناشطين الجهاديين في أحد المنتديات الحوارية على ذلك بالقول :” يعني قصدهم سنرى منهم مؤسسة السحاب للإعلام الأمريكية ومنتديات أنصار السي أي آي..هههه” مضيفا :” تريد أن تلعب بالنار آسف هيلاري من الآن أقول لك تحتاجين ألف سنة ضوئية من أجل أن تصلين إلى مستوى أخ يكتب في مشاركته فقط [شكراً]
الصراحة كان بودي ترجمة كلامي للإنجليزية
لكن الآن عندك موظفين جدد لا أريد أن اجعلهم يخسرون رواتبهم مبكراً.”
ناشط جهادي أخر يكتب تحت اسم “السيف الصقيل” يطلب من زملاءه أخد خطوة الإدارة الأمريكية على محمل الجد والانخراط في حرب التعليقات بفعالية كبيرة فيكتب :” يا إخوة الأمر يجب أن نأخذه بجدية لا نتهاون به ، ليس من ناحية الأمن وهذا مطلوب
إنما من ناحية ، أهمية المنتديات الجهادية ، في توصيل الخبر ، وتوصيل ما يجري دون تزوير ……… وهذا ما يُدعّمنا في طريقنا ويكون سبب في الثبات بعد الله.” وأضاف :” لكن مع هذا أقول إن عزم الشباب الإعلامي يفل الحديد فكلما أغلقوا شبكة أعلنوا عن غيرها ، وما خبر الفلوجة والإخلاص ببعيد “.
أعتقد أن الإدارة الأمريكية ستواجه تحديا كبيرا في هذا الصدد مع هامش الحرية الذي يتمتع به الجهاديون خصوصا في بلدان الربيع العربي وكذلك بسبب تفرق كبراء كتاب المنتديات الجهادية وناشطيها في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا تويتر ما يصعب مهمة ملاحقة كل ما يكتبونه بالتعليقات المضادة. كما أن هذه التعليقات قد تأتي بنتائج عكسية إذ ستعطي زخما كبيرا للصفحات الجهادية وستغري المتتبعين لها بالمزيد من الإطلاع على محتوياتها, ما يعني توسيع قاعدة المتلقين للخطاب الإعلامي الجهادي .
نموذج للتعليق والتعليق المضاد في إحدى المدونات الجهادية بعد عرض هذه الأخيرة لفيلم وثائقي أنتجته مؤسسة الملاحم التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن:
فريق التواصل الالكتروني معلقا على الفيلم
فريق التواصل الالكتروني- وزارة الخارجية الأمريكية
27/12/2012 عند 5:24 م
لطالما ذكرنا بأن حكومة الولايات المتحدة لا تملي على أي بلد شؤونها السياسية أو الحكومية. وعلاوة على ذلك، نحن لا نحتل أي دولة. ولقد انسحبت قواتنا من العراق في عام 2011، ولكن الفظائع المتعمدة التي ترتكبها القاعدة ضد المدنيين تتواصل حتى يومنا هذا. إن القاعدة هي التي تنتهك سيادة الدول مثل اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان والأردن وغيرها حيث يخدم ويتبع مرتزقة أجانب من مختلف الدول الفرعون الظواهري وبلطجيته لتنفيذ أجندة سياسية خارجية عنيفة.
كل ما علينا فعله هو النظر إلى ما يحدث في اليمن والعراق والصومال وغيرها من الدول لنرى الموت والدمار التي تلحقها القاعدة بشعوب تلك الدول.
تحترم الولايات المتحدة الإسلام، والمسلمين هم أحرار بالعبادة وارتداء الزى الإسلامي مثل الحجاب والنقاب في الأماكن العامة في الولايات المتحدة. لقد أدانت الحكومة الأمريكية الفيلم المشين “براءة المسلمين”. ولقد رفضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلا ري كلينتون هذا الفيلم ومضمونه علنا. إن الناس أحرار في الاحتجاج بشكل سلمي وعلني على هذا الفيلم، ولكن لا يوجد أي مبرر للعنف الذي تنادي به القاعدة بشكل واضح ومتواصل، وخصوصا ضد كل من يختلف مع أجندتها السياسية العنيفة، ومعظمهم مسلمين.
http://www.alarabiya.net/articles/2012/12/27/257362.html
مع تحيات فريق التواصل الالكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكالة الأنباء الإسلامية – حق
27/12/2012 عند 6:28 م
نظرا لأن أمريكا دولة مسيحية فهي لا تفهم مفهوم الجهاد عند المسلمين فأمريكا تمارس الفرعونية بصورتها الحديثة فتقتل أطفال المسلمين وتقتل نساءهم وتدمر مدنهم كما جرى في العراق وأفغانستان وكما تقصف يوميا الأبرياء بطائرات بدون طيار
لذلك قام الظواهري وقامت القاعدة بالجهاد للدفاع عن المسلمين وهذا يسمى في الإسلام بالجهاد
وللعلم لا يوجد حدود بين البلاد الإسلامية في نظر الإسلام فكل البلاد دولة واحدة يحق لكل مسلم أن يذهب إلى أي بلد شاء
لكن بالمقابل لماذا تحارب أمريكا من يريد أن يطبق دينه ويطبق الشريعة التي أمره الله بها؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فريق التواصل الالكتروني- وزارة الخارجية الأمريكية
28/12/2012 عند 3:00 م
أولا، كلامك بشأن الولايات المتحدة هو خاطئ: الولايات المتحدة ليست دولة مسيحية، حيث نطبق مبدأ الفصل بين الدين والدولة، وعلى هذا النحو نعتمد على الدستور كمصدر للتشريع. هذا الفصل إضافة إلى التعديل الأول للدستور يضمن حقوق الجميع في العبادة بحرية، بمن في ذلك الملايين من المسلمين الذين يشيرون إلى الولايات المتحدة كوطنهم وإضافة إلى آلاف المسلمين الآخرين الذين لا يزالون يهاجرون إلى الولايات المتحدة في كل عام. قل لي في أي دولة يمكن للمسلمين التجمع وأداء صلاة العيد أمام مبنى الكونغرس؟ لذلك كما ترى فمن الواضح جدا أن الولايات المتحدة ليست في حرب ضد المسلمين أو الإسلام.
ثانيا، الظواهري وبلطجيته يدعون الدفاع عن المسلمين، ولكن أفعالهم تثبت خلاف ذلك. يرجى توضيح أو تبرير استهداف القاعدة المستمر للجنود والمسؤولين الحكوميين والمدنيين اليمنيين؟ وأيضا استهدافهم المستمر لأنابيب النفط والغاز التي تضر باقتصاد اليمن. يرجى أيضا تبرير تفجير مسجد أم القرى في بغداد الذي وقع في شهر رمضان من العام الماضي. وماذا عن التفجير الذي حدث أثناء حفل زفاف في عمّان في عام 2005 والذي قتل فيه أفراد أسرة وأصدقاء كانوا يحتفلون بمناسبة سعيدة في حياتهم.
كما ترى، فإن القاعدة هي في حرب ضد المسلمين. إنها لا تدافع عنهم، بل تقتل كل من يختلف مع أجندتها السياسية العنيفة. بإمكان القاعدة التدمير فقط وليس البناء.
مع تحياتي
فريق التواصل الالكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكالة الأنباء الإسلامية – حق
28/12/2012 عند 4:50 م
إذا لم يكن عداؤكم للإسلام والمسلمين فلماذا دعمكم المتواصل لإسرائيل التي تحتل فلسطين المسلمة وتقتل أهلها وتهجرهم من بيوتهم
واذالم تكونوا في عداء مع الإسلام فلماذا تحاربوا كل دولة وكل جماعة تعلن أنها ستطبق شريعة الإسلام في الحكم وتصنفوها ضمن مما تسمونه الإرهاب؟!