عبد الغني مزوز—
البيان حمل اشارات واضحة عن سيطرة الجناح المؤيد للبغدادي (مأمون حاتم) على الجناح المؤيد لأيمن الظواهري، وتوجيه الجهاز الاعلامي و الدعائي للتنظيم وفق أجندة تنظيم الدولة.
تنظيم قاعدة اليمن سبق وأن أصدر بيانا مشتركا مع قاعدة المغرب الاسلامي لإدانة هجمات التحالف الدولي، واصدار البيان الجديد يدل على وجود نقاط غير مشتركة أو غير متفق عليها مع قاعدة المغرب الاسلامي المعروفة بقربها من الظواهري.
حذر البيان من اطلاق وصف الخوراج على تنظيم الدولة و أكد على وجوب نصرتهم والوقوف في عدوتهم.
ورد في البيان اسم ” الدولة الاسلامية” مجردا من كلمة “جماعة الدولة..” التي تتداول في الخطاب الرسمي للقاعدة يدل على أنها تحضى بالقبول والشرعية من لدن قياديي وشرعيي قاعدة اليمن.
في سياق إعادة الاصطفاف الجهادي يبدوا أن قاعدة اليمن ستنحاز الى صف البغدادي وقد تعلن ولائها لتنظيم للدولة الاسلامية.
لا شك أن قطاعا واسعا من جهاديي اليمن أقرب الى أطروحات البغدادي، ويمثلهم القيادي مأمون حاتم، الذي أزعجت تصريحاته في الفترة السابقة قياديين في القاعدة خصوصا في سوريا وطالبوا بطرده من القاعدة.
لاحقا قد تشهد قاعدة اليمن تشظيا كبيرا على مستوى بنيتها التنظيمية خصوصا عندما تسيطر على مديريات ومدن حيث سيظهر جناح البغدادي، والذي سيصر على جعل تلك المدن والمديريات ولايات تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية، كما حدث في درنة الليبية.
وجود الشيعة والاخوان والتدخل الأمريكي المباشر واللجان الشعبية والقبائل جعل من الوضع في اليمن نسخة كربونية للوضع في العراق.
حضور كل تلك العوامل والمكونات سيجعل من استنساخ تجربة العراق الجهادية في اليمن أمرا واردا جدا، وستفعل أدبيات الزرقاوي وموقفه من الشيعة وعوامهم.
يبدوا أن كاريزما البغدادي ووهج انجازه سيكون على حساب مشروع القاعدة الأم وقد تخسر الأخيرة عددا من فروعها وأجنحتها التي قد تبادر بمبايعة البغدادي، خصوصا اذا نجح هذا الأخير في كبح جماح التحالف الدولي ضده.
تابعني على تويتر