الخرق الأمني الجسيم الذي أصاب تنظيم داعش تجلى بوضوح أكثر خلال السنة الماضية، إذ تمكن التحالف الدولي، وقوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى فصائل المعارضة السورية من الوصول إلى قادة كبار في التنظيم، فسقط الكثير منهم بين قتيل وجريح وأسير.
يمكن أن يوصف عام 2023 بالنسبة لداعش بكونه عام الخسارات الكبرى على مستوى الكوادر الميدانية الفاعلة. وقادة الصف الأول الذين يمسكون بخيوط التنظيم، ويلعبون أدوارا أساسية في تدبير شؤونه، لا سيما بعد حل الدواوين، وتفكيك بنية “الخلافة” واستفراد حفنة من الرجال النافذين بالمسؤولية، في مقدمتهم ” عبد الرؤوف المهاجر” المعروف بأبي سارة العراقي، أمير الإدارة العامة للولايات، والشخصية التي ترى مصادر عديدة أنها المتحكمة بشكل فعلي في دواليب داعش، ومن عين “زعماء” ما بعد قرداش.
مكانة أبو سارة العراقي تتبدى في عشرات الوثائق المسربة التي تحوي توقيعه، ومعظمها عبارة عن أوامر وتوجيهات يرسلها إلى فروع التنظيم في مختلف أنحاء العالم، وتكشف عن اضطلاعه بمهام كانت في السابق توزع على دواويين ومفاصل متعددة.
وهذه أسماء بأهم القادة الذين قتلوا أو اعتقلوا في 2023.
في 22 من يناير أعلنت القيادة المركزي الأمريكية اعتقال كل من عبد الله حميد مصلح المداد الملقب بأبي حمزة السوري الذي يعمل وسيطا للتنظيم وحسام حميد المداد وهو مسؤول لوجستي في التنظيم، الاعتقال تم خلال عملية إنزال جوي وإسناد بري في سوريا.
في 17 من فبراير نفذت القوات الأمريكية عملية إنزال جوي أخرى شمال شرق سوريا استهدفت القيادي في التنظيم حمزة الحمصي، أصيب في العملية التي نُفذت بتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية 4 جنود أمريكيين نتيجة تفجير الحمصي حزامه الناسف.
في 18 من فبراير ألقي القبض على مسؤول كبير في داعش يعرف باسم “بتار” وهو شخصية مهمة في التنظيم، وتتهمه الولايات المتحدة بالتخطيط لهجمات على مراكز الاحتجاز التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا.
في 3 من أبريل أعلنت القوات الأمريكية مقتل القيادي في التنظيم خالد إياد أحمد الجبوري شمال غرب سوريا، وقالت في بيان لها ” إن الجبوري طور الهيكل القيادي لتنظيم الدولة وإن موته سيعطل مؤقتا قدرة التنظيم على التخطيط لعمليات خارجية”.
في 12 من أبريل تم اعتقال حذيفة اليمني و2 من مساعديه في عملية خاصة شرق سوريا، وذكر بيان للقيادة المركزية الأمريكية أن “اعتقال اليمني ومعاونيه سيعطل قدرة التنظيم على التخطيط للعمليات وتنفيذها”.
في 24 من فبراير قتل أبو سارة العراقي أمير الإدارة العامة للولايات في قصف جوي للتحالف الدولي.
في 17 من أبريل قتلت القوات الأمريكية المدعو عبد الهادي محمود الحاج علي أحد كبار قادة داعش والمسؤول عن التخطيط لهجمات على أوروبا والشرق الأوسط مع اثنين آخرين من المقربين منه خلال غارة شمال سوريا.
في 7 من يوليو أعلنت القيادة العسكرية المركزية مقتل القيادي في تنظيم داعش أسامة المهاجر في شرق سوريا.
في نهاية أبريل الماضي سيكون تنظيم داعش على موعد مع أكبر خساراته في عام 2023 عندما تمكنت المخابرات التركية بدعم من فصائل سورية معارضة من قتل زعيم التنظيم أبو الحسين الحسيني القرشي في بلدة جندريس شمال غرب سوريا، وبعد بضعة أيام فقط ستتعمق خسارته باعتقال هيئة تحرير الشام الناطق باسمه أبو عمر المهاجر مع مجموعة من مساعديه. بعد ثلاثة أشهر من العملية اعترف التنظيم بمقتل الخليفة والمتحدث الرسمي ونصب بدلهما كل من أبي حذيفة الأنصاري وأبي حفص الهاشمي.