جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لمشروع دولة العراق الإسلامية , والفاتح الجولاني الرجل الغامض ما هو إلا مبعوث منتدب من البغدادي رجل العراق القوي.
في الحقيقة لا يسع أي مراقب ومحلل إلا أن يعترف لهذا الرجل –البغدادي- بالذكاء والعبقرية , من مخبأه في العراق استطاع أن يفرض أجندته ويمد من جناح دولته , ويعمل في كل هذه المدة بصمت وفاعلية منقطعة النظير.
جبهة النصرة على طول مدة عملها في سوريا لم تظهر عليها أي علامات على تابعيتها لأي جهة , بل كانت في نشاطها المتشعب العسكري والاجتماعي و الاغاثي والخدمي والإعلامي تبدو مختلفة كليا عن معظم الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة . حتى أن بعض الناشطين الجهاديين دعوا القاعدة في العراق إلى الاستفادة من تجربة جبهة النصرة الرائدة.
كان كل شيء في جبهة النصرة خارجا عن المألوف حتى اسمها الطويل كان مثيرا للغموض ولم تتضح حقيقته إلا بعد رسالة البغدادي.
هذا العمل السري الضخم يشبه إلى حد ما نزول جماعة أنصار الإسلام إلى العراق وتغيير اسمها وكنية أميرها والعمل لسنوات طويلة تحث اسم مستعار جماعة أنصار السنة.
ادن فأبو بكر البغدادي يصرح بان استغاثة أهل الشام أثرت فيه فقال: ” فانتدبنا الجولاني وهو أحد جنودنا ومعه مجموعة من أبناءنا ودفعنا بهم من العراق إلى الشام على أن يلتقوا بخلايانا في الشام ووضعنا الخطط ورسمنا سياسة العمل ورفدناهم بما في بيت المال مناصفة في كل شهر وأمددناهم بالرجال ممن عركوا ساحة الجهاد وعركتهم .”.
ادن اعتراف تاريخي ,سيكون له ما بعده وبالتأكيد سيعيد رسم خارطة الاصطفافات في سوريا , فالقاعدة بين أظهرهم فلننظر ماذا سيصنعون.
حقا المسألة عصية على الإدراك وسننتظر تعاطي الفاعلين والفرقاء معها , وتعليقات المعنيين عليها, والقصة مشوقة فهل هي حقيقة وعلينا أن نتقبلها مرغمين أم أنها كدبة أبريل من البغدادي
ما ان أنهيت هده المقالة وأدرجتها بالموقع حتى تفاجأت بصدور بيان لقائد جبهة النصرة ينفي فيه معظم ما دكره البغدادي في رسالته الصوتية , رافضا بدلك مشروع الدولة الاسلامية في العراق والشام التي أعلن عنها البغدادي , وقام في المقابل باعلان بيعته للدكتور أيمن الظواهري وتوحده مع تنظيم القاعدة , ودكر قائد جبهة النصرة أن اعلان الدولة الاسلامية في العراق والشام أعلن من جانب واحد من قبل البغدادي وأنه لم يستشر في دلك , كما أن مشروع البغدادي فيه اقصاء للجماعات الأخرى العاملة في الساحة السورية .
يذكر أن اعلان الدولة الاسلامية في الشام والعراق خلف جدلا كثيرا في أوساط الهاديين واعلن الكثير رفضهم لها. في مقدمتهم أبرز الكتاب الجهاديين والناشطين على تويتر أسد الجهاد 2
حقا ألامر يدعو للحيرة كما قلت انفا ..فهل هي كدبة ابريل من البغدادي .
لنا عودة مع الموضوع بمزيد من التحليل.